أما الخلود للشهداء فهذه دعواتنا الدائمة الصادقة لجميع شهدائنا الأبرار من حرب التحرير الأولى إلى اليوم وعند كل صلاة ,تغمدهم الله بواسع رحمته وأسكنهم فسيح جناته ,أما المجد للحزب فهو ذلك الشعار الذي كان يرفعه الحزب بعد كل طامة وحمام دم يتفجر في الصراع البيني بين الرفاق والذي كان يتألق كل ما كان الدم الجنوبي المسفوك بغزارة الماء كما في كارثة 13 يناير المشئومة والتي كانت طامتهم الكبرى عند ما قصمه ظهر الجنوب ,( وقسمة الرفاق الى طقمه في عدن وزمرة في صنعاء .
عندها وجد المتربص ضآلته المنشودة انكشف مستور الرفاق وأيقن أنهم قدموا له الجنوب على طبق تعزي ساخن وبعدها جهز الزمرة للثأر والطقمه لدخول النفق وفتح الباب , وعند ما سألوا عبد الكريم العرشي من الأفضل الزمرة أم الطقمة قال :(ما بلى ... ! اقتسمت نصفين) .
وكان الرفاق بعد كل كارثة يخرج منها الشهداء المغدور بهم وأسرهم المكلومة بكلمة الخلود وهم أن شاء الله كذلك عند ربهم , أما المجد فكان يستأثر بهي من نجح في إقصاء أخوه الجنوبي أو قتله وحل مكانه في قيادة الحزب المجيد او الدولة التابعة وكان نكران رفاق النضال وتصفيتهم بين كل كارثة وأخرى وبين دسيسة ودسيسة هو العمل الخالد للحزب المجيد .
واليوم يتهافت بقايا قادتنا التاريخيين الذين كتبوا تاريخهم بالدم الجنوبي الغاني ووقعوا على عقد بيع الجنوب بالحبر الأسود .. يتهافتون اليوم على فوانيس الحراك ومشاعله الوقادة وبعضهم متحفز لقطف ثمار الآخرين وللتتويج واستلام الجائزة قبل الفوز وإعلان النصر.. يحثون شباب الحراك وكل أبناء الجنوب على المزيد من التضحية والعطاء , ينادونه من مكان بعيد وهم بعيد, يطلبون من الصادقين ما يجب عليهم أن يقومون بهي وان يفعلوا لهم ما هم مطالبين بفعله من عمل وهم بالتالي يتقاضون الأجر, أبنائهم في الأحضان الآمنة وشباب الحراك فلذات شعب الجنوب في ميادين الشرف يحملون رؤؤسهم على اكفهم يؤدون واجب التضحية على تراب الوطن الغالي .
واليوم ليدرك الرفاق أن عقل شعب الجنوب شب عن الطوق وأن حراكه العظيم سبقهم بأشواط طويلة ومن المحال أن تعود عقليات الماضي باستدراجه إلى تلك السياسات الفوقية التي كان الرفاق يحشون المغدور بهم بحماسيات النضال الثوري قبيل كل انقسام فيندفع المقرر بهم إلى محارق الرفاق مضحين بأرواحهم والقادة الأمجاد في علينهم, وآخر كل محرقة يستلمون كامل الأجر ويقتسمون دماء الأبرياء وجراحهم مراتب ومناصب وغرور وكبرياء والمجد للحزب والخلود للشهداء.
فإلى الصادقين مع الله ومع أنفسهم الذين ينأون بشرف نضالهم عن البهرجة والأنا ولا يسعون إلى جاه أو متاع ,وجائزتهم الكبرى الوطن الغالي وحرية أبنائه وقدوتهم الشهداء الأبرار وجرحانا الميامين (عليهم الرحمة والسلام) الذين لم ينتظروا تقسيم الجوائز والتتويج ,ونالوا شرف فداء الوطن بالروح والدم قولا وفعلا وهم مدركين أن جوائزهم في عليين ولم ينتظروا ثواب الدنيا وأهلها فالله عنده حسن الثواب.
فعلى شباب الحراك الأبطال البواسل أن تظل نصب أعينهم الغاية التي ينشدونها ويضحون من أجلها وأن لا يلتفت أحد منكم إلى من يقدم الأنا والأنانية وحب الذات (والتي يعدها الفلاسفة من صفات الأشرار) على فداء الوطن الذي توأدونه انتم قولا وفعلا .
وأنه لمن العدل أن يكون الاستحقاق وفق الجهد النضالي الفعلي ولكل مجتهد نصيب ألا إننا لن نستطيع أن نفي أصحاب النخوة والإيثار جزء يسير من حقهم علينا أولئك الذين بلغوا في حبهم للوطن أعلى مراتب البر والإحسان ,وهل هناك معاني سامية للجود والكرم أبلغ من جود أولئك الذين جادوا بأنفسهم وأرواحهم في سبيل الوطن وبالتالي حرية أبنائه وتخليصهم من جور ظلمات الاحتلال الجاهل الجاثم على صدورنا ,وما كان له ذلك المرتقي إلا بفضل خبال الرفاق وما أدراك ما الخبال ؟
لقد أدرك شرفاء الوطن وشبابه أن تلك العصابات المحترفة والعقول المتحجرة لن تنصاع للحق الذي ننشده إلا بتوحيد الصف الجنوبي والثبات على المبادئ التي يضحون من اجلها كل يوم صابرين محتسبين ,وعلى كل من يدلي بدلوه ,ومن يسعى قي مضمار الحراك و ماراثون الجائزة الكبرى , أن ينتبه إلى من يطلبون الجائزة قبل الفوز وهم أولئك المتبرمين الذين يطمعون أن يجازيهم الشعب الجنوبي .. وعن ماذا؟ عن استحقاقات الماضي المأساوي الذي خلدوه لشعب الجنوب ؟أم عن أعمال البر والفضيلة التي يقدمونها اليوم, وهم ما زادونا إلا حيرة لحيرتهم المسكونة في أنفسهم والمعششة في عقولهم المحنطة . فالاستحقاق الذي يناله المجتهد لن يستلمه ألا بعد أن يصل إلى نهاية المضمار ولن يتوج الفائز بالنصر الذي حققه, أكان بالضربة القاضية أو النقاط ألا بعد الخروج من الحلبة, بعد أن ينقل الخصم على عربة الإسعاف مضرج بالهزيمة أو بعد ان يرفع الراية البيضاء ومن ثم يرفع يد المنتصر مقر بالهزيمة .
يقول الفيلسوف فلوطارخورس :- ( في ألعابنا المقدسة لن يتوج الفائز بالنصر إلا بعد الخروج من الحلبة) وهذا القول ينسحب على نضال شباب الحراك المقدس في سبيل استعادت الحق المسلوب ,ونحن كذلك جميعا نحلم ليلا ونهارا بجائزتنا الكبرى وطننا الجنوب الغالي ... ولن يتوج بتاجها إلا من يرتضيه شعب الجنوب وعن جدارة يستحقها بعلمه وعمله .. لا من كان الوطن في نظرهم مجرد وسيلة لأجل غاية أممية ..وسلموه جائزة كبرى للعدو اللدود مع جوائز آلاف المخلصين الذين ظلوا يسعون في مضمار الجنوب ,وكيف سلموه في لحظة عابرة للأوطان .. وهل يا ترى يستحقها عند ما ينتزعها أبناء الجنوب من ضيعها وجلب أهلها إلى سوق النخاسة ؟!! .
وأخيرا اكرر على شباب الحراك أن لا يلتفتوا إلى أحد من اصحاب الأنا و الأنانية :-
وصدق الله العظيم القائل في محكم التنزيل : (لوْ خَرَجُوا فِيكُمْ مَا زَادُوكُمْ إِلَّا خَبَالًا وَلَأَ وْضَعُوا خِلَالَكُمْ يَبْغُونَكُمُ الْفِتْنَةَ وَفِيكُمْ سَمَّاعُونَ لَهُمْ ۗ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِالظَّالِمِينَ ) 47 سورة التوبة . والله من وراء القصد .
بقلم / صلاح الطفي
7/1/2013 م
خاص شبام نيوز
|